للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحكى صاحب الكتاب: أراك منتفخًا, وقالوا في قول العجاج:

بسَبْحل الدَّفَّين عيسجور١

أراد: سِبَحْل, فأسكن الباء وحرَّك الحاء وغيَّر حركة السين, وقال أبو عثمان في قول الشاعر:

هل عرفت الدار أم أنكرتها ... بين تبراك فشسى عَبَقُرْ٢

أراد: عبْقَر, فغيَّر كما ترى إلّا أنه حرَّك الساكن, وقال غيره: أراد: عَبَيقُر, فحذف الياء كما حذفت من عَرَنْقُصان٣ حتى صارت عَرَقُصانا, وكذلك قوله:

لم يلده أبوان, قد جاء فيه التحريك والتسكين جميعًا. وكذلك قوله:

ولكنني لم أجد من ذلكم بدًّا

وقد مضيا آنفًا.

وأمَّا المنفصل, فإنه شُبِّه بالمتصل, وذلك قراءة بعضهم "فَإِذَا هِيَ تَلْقَّفُ"٥ "فَلَاتَّتَنَاجَوْا"٦ فهذا مشبه بداية وخدب. وعليه قراءة بعضهم "إِنَّهُ مَنْ يَتَّقْ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ"٧ وذلك أن قوله "يتَقِ وَ"٨ بوزن عَلِمَ فأسكن، كما يقال: عَلْم, وأنشدوا:

ومن يَتَّقْ فإن الله معه ... ورزق الله مؤتاب وغاد٩


١ هذا في وصف ناقة. ردناها: جانباها. وسبحل الفين: عظيمتهما، والعيسجور: الكريمة النسب.
٢ انظر ص٢٨٢ من الجزء الأول.
٣ في الأصول: "عربقصان" والأنسب بعرقصان ما أثبت، فإن المعروف فيه فتح العين والراء, وذلك وارد في عرنقصان بالنون، فأمَّا بالياء فعلى صيغة المصغّر وهو نبات. وانظر اللسان في المادة.
٤ في د، هـ، ز: "كذلك".
٥ انظر في هذه القراءة ص٩٥ من الجزء الأول.
٦ آية: ٩، سورة المجادلة. وهذه قراءة ابن محيصن.
٧ آية: ٩٠، سورة يوسف. وهذه القراءة لم أقف عليها في هذه الآية، وإنما قرأ حفص: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ} في الآية ٢ من سورة النور بسكون القاف.
٨ هو "تق" من: يتق، و, او العطف من قوله. "ويصبر".
٩ انظر ص٣٠٧ من الجزء الأول.

<<  <  ج: ص:  >  >>