للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله ١:

مشائيم ليسوا مصلحين عشيرةً ... ولا ناعبٍ إلا ببينٍ غرابها

كانت مراجعة٢ الأصول أولى وأجدر.

ومن ضدَّ ذلك: هذان ضارباك, ألا ترى أنك لو اعتددت بالنون المحذوفة لكنت كأنك قد جمعت بين الزيادتين المعتقبتين في آخر الاسم٣. وعلى هذا القياس٤ أكثر الكلام: أن٥ يعامل الحاضر فيغلّب حكمه لحضوره على الغائب لمغيبه, وهو شاهد لقوّة إعمال الثاني من الفعلين لقوته وغلبته على إعمال الأول لبعده. ومن ذلك قوله ٦:

وما كل من وافى منًى أنا عارف٧

فيمن نوّن أو أطلق مع رفع "كلُّ". ووجه ذلك أنه إذا رفع كلّا فلا بُدَّ من تقديره الهاء ليعود على المبتدأ من خبره ضمير, وكل واحد من التنوين في "عارف" ومدة الإطلاق في "عارفو" ينافي اجتماعه مع الهاء المرادة المقدَّرة, ألا ترى أنك لو جمعت بينهما فقلت: عارفنه أو عارفوه لم يجز شيء من ذينك. وإنما هذا لمعاملة الحاضر واطراح حكم الغائب. فاعرفه وقسه فإنه باب واسع.


١ أي: الأخوص الرياحي. وانظر الكتاب ١/ ١٤٥، والخزانة ٢/ ١٤٥، وشواهد المغني ٢/ ٧٧٠.
٢ في د، هـ، ز، "مراعاة".
٣ في د، هـ، ز: "الأسماء".
٤ في د، هـ، ز، "القبيل".
٥ في ش: "وأن".
٦ هو مزاحم العقيلي. وانظر الكتاب ١/ ٣٦، وشواهد العيني على هامش الخزانة ٢/ ٩٨، وص٢٦ من الجزء الأول من هذا الكتاب.
٧ صدره:
وقالوا تعرفها المنازل من منى

<<  <  ج: ص:  >  >>