للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الغرض. ومنها أن يعد ذلك لما بعده مما يتوقعه، حتى إن١ حلف بعد أنه قد٢ سأله عنه حلف صادقًا فأوضح بذلك عذرًا. و"لغير ذلك"٣ من المعاني التي يسأل السائل عمَّا يعرفه لأجلها وبسببها.

فلمّا كان السائل في جميع هذه الأحوال قد يسأل٤ عمَّا هو عارفه٥، أخذ بذلك طرفًا من الإيجاب لا السؤال عن مجهول٦ الحال. وإذا كان ذلك كذلك جاز لأجله أن يجرّد في بعض الأحوال ذلك الحرف لصريح ذلك المعنى. فمن هنا جاز أن تقع "هل" في بعض الأحوال موضع "قد"؛ كما جاز لأو أن تقع في "بعض الأحوال موقع"٧ الواو؛ نحو قوله:

وكان سيان ألا يسرحوا نعما ... أو يسرحوه بها واغبَّرت السوح٨

جاز لك لما كنت تقول: جالس الحسن أو ابن سيرين، فيكون٩ مع ذلك متى جالسهما جميعًا كان في ذلك مطيعًا, فمن هنا جاز أن يخرد في البيت ونحوه إلى معنى الواو.

وكل١٠ حرف فيما بعد يأتيك قد أخرج عن بابه إلى باب آخر فلا بُدَّ أن يكون قبل إخراجه إليه قد كان يرائيه ويلتفت إلى الشق الذي هو فيه. فاعرف ذلك وقسه, فإنك إذا فعلته١١ لم تجد الأمر إلا كما ذكرته, وعلى ما شرحته.


١ في ط: "وإذا".
٢ ثبت في ش، وسقط في د، هـ، ز، ط.
٣ كذا في د، هـ، ز، ط. وفي ش: "لغيره".
٤ كذا في ش، ط. وفي د، هـ، ز: "يسلم", وكأنه محرف عن "يستفهم".
٥ كذا في ش. وفي د، هـ، ز: "عارف بوقوعه". وفي ط: "عارف به لوقوعه".
٦ كذا في ش. وفي د، هـ، ز، ط: "المجهول".
٧ كذا في ش، ط وفي د، هـ، ز: "بعض مواقع".
٨ انظر ص٣٤٩، من الجزء الأول, وقوله: "وكان" كذا في ش، ط. وفي د، هـ، ز: "فكان" وفي ز: "اعفرت" بدل "اغبرت".
٩ كذا في د، هـ، ز، ط. وفي ش: "فتكون".
١٠ كذا في ش، ط، وفي د، هـ، ز: "فكل".
١١ كذا في د، هـ، ز، ط. وفي ش: "فعلت ذلك".

<<  <  ج: ص:  >  >>