للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأما قوله ١:

أو إلفًا مكَّة من ورق الحمى

فلم تكن الكسرة لتقلب الميم ياء, ألا تراك تقول: تظنيت وتقصيت, والفتحة هناك لكنه كسر للقافية.

ومن ذلك مذهب أبي الحسن في قول الله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا} ٢ لأنه ذهب إلى أنه حذف حرف الجر فصار تجزيه, ثم حذف الضمير فصار تجزى. فهذا ملاطفة "من الصنعة"٣. ومذهب سيبويه أنه حذف "فيه" دفعة واحدة.


١ أي: العجاج, وقبله:
ورب هذا البلد المحرّم ... والفاطنات البيت غير الريم
يريد بالقاطنات البيت أي: الكعبة الحرام، والحمى أصله الحمم مخفف الحمام بحذف ألفه، فلما اجتمع مثلان أبدل من الثاني ياء، ثم كسر الميم الأولى للقافية، ولولا ذلك لقلب الياء ألفًا. ومن اللغويين من يرى أن الشاعر حذف ميم الحمام، وأبدل الألف ياء بعد كسر ما قبلها. فوزنه على الأول الفعل وعلى الثاني الفعي، وقد جرى المؤلف على الوجه الأول. وانظر اللسان.
٢ آية ٤٨ سورة البقرة.
٣ سقط ما بين القوسين في د، هـ، ز، ط. وثبت في ش.

<<  <  ج: ص:  >  >>