للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا عاد عليه لفظه. فهذا١ وجه القبح. ويمكن أن يجعله جاعل سبب الحسن. وذلك أنه لما لم يعد لفظ الأول البتة، وعاد مخالفا للأول شابه -بخلافه له- المضمر الذي هو أبدا٢ مخالف للمظهر. وعلى ذلك قال:

............. أوشكت ... حبال الهوينى بالفتى ... ...

ولم يقل: "به٣ ولا" بالمرء. أفلا ترى أن القبح الذي كان في مخالفة الظاهر الثاني للأول قد عاد٤ فصار بالتأويل من حيث أرينا حسنا. وسببهما جميعا واحد. وهو وجه المخالفة في الثاني للأول.

وأما قول ذي الرمة:

ولا الخرق منه يرهبون ولا الخنا ... عليهم ولكن هيبة هي ما هيا٥

فيجوز أن تكون "هي" الثانية فيه إعادة للفظ الأول كقوله٦ -عز وجل: {الْقَارِعَةُ، مَا الْقَارِعَةُ} وهو الوجه. ويجوز أن تكون "هي" الثانية ضمير "هي" الأولى؛ كقولك: هي مررت بها. وإنما كان الوجه الأول؛ لأنه إنما يعاد لفظ الأول في مواضع٧ التعظيم والتفخيم وهذا من مظانه؛ لأنه في مدحه وتعظيم أمره.

ومن ذلك أنهم قالوا: أبيض لياح. فقلبوا الواو التي في تصريف لاح يلوح للكسرة قبلها، على ضعف ذلك لأنه ليس جمعا كثياب ولا مصدرا


١ كذا في ش، ط، وفي د، هـ، ز: "وهذا".
٢ سقط في د، هـ، ز، وصبت في ش، ط.
٣ سقط ما بين القوسين في ش.
٤ كذا في ط، وفي د، هـ، ز: "جاز"، وفي ش "جاء".
٥ هذا هو البيت السابع والثلاثون من قصيدته في مدح بلال بن أبي بردة، ويجوز في "هيبة" الرقع، أي ولكن أمره هيبة، والنصب أي يهاب هيبة، وهي في الديوان، وانظر الكامل بشرح المرصفي ٤/ ١٨٨.
٦ كذا في ش، ط، وفي د، ز: "الأول".
٧ كذا في ش، ط، وفي د، هـ، ز "موضع".

<<  <  ج: ص:  >  >>