ويبتعد عن الشر إيمانا وطاعة، كما يعمل على البر بأهله وبالناس، يساعد الضعيف، وينصف اليتيم، ويطعم المسكين. لا تجده أبدا في دائرة نفسه، بل يتجاوزها إلى المجتمع بأسره يعطيه ويأخذ منه، يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، يرتقي به ضميره مع كل حركة وقول وفعل من أقوال العبادة وأفعالها, فتشتد مخافته من الله في السر والعلانية. فيحيا حياة طيبة، متكاملة في جوانبها الإنسانية، فهو سعيد في نفسه، محترم من أبناء جنسه، موثوق به في قوله وفعله، مرضي عنه من ربه. وبذلك تكتمل سعادته في الدنيا، ويحظى بالأجر العظيم في الآخرة، قال تعالى:{مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} . وليس هناك شيء في الحياة "كالعبادة" يرفع عن الإنسان هموم الدنيا، ويزيل كرباتها ويخفف من ضيق الصدور عندما تشتد المحن، وتأتي الأيام بما لا قبل للإنسان بمعرفته أو إدراك سره.