القرآن الكريم ذو بناء فريد وتركيب معجز، لا يضاهيه كتاب في الكون كله. تأتي الكلمات فيه وكأنها بناء محكم بحيث لا نستطيع حذف كلمة ووضع أخرى موضعها، كما أن أسلوبه فيه من البيان ما يضطر الإنسان للتسليم به. وإذا ما نظرنا إلى الشكل في القرآن وجدناه غاية في الأهمية بحيث لو تغير شكل ووضع آخر موضعه اختل المعنى كلية، فلو قرأنا قول الله تعالى:{إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} بفتح لفظ الجلالة كما هو النص القرآني، كان المعنى أن العلماء هم الذين يخشون الله ويخافونه، ولو تغير الشكل بضم لفظ الجلالة بدل فتحه تغير المعنى وأصبح أن الله هو الذي يخاف العلماء ويخشاهم تعالى عن ذلك علوا كبيرا.
ومن هنا كانت طريقة تدريس القرآن الكريم، لا بد فيها من العناية بمخارج الحروف حتى تدل على ما نزلت من أجله، وإيضاح الشكل حتى لا يختل المعنى، ووصل الكلمات حتى يكون المعنى مترابطا.