١- اتفق علماء الإسلام على أن الحديث الشريف هو المصدر الثاني للتشريع الإسلامي، أي: يلي "القرآن" المصدر الأول مباشرة, والمتتبع لأحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يجد أنها في جملتها ذكرت في مواقف تربوية وأخلاقية واجتماعية, وأنها تمتاز بالسهولة والواقعية, يدرك مغزاها العالم والجاهل، الكبير والصغير. وأسلوبها بلغ من الفصاحة والدقة ما جعلها سهلة التناول والحفظ. وقد عالج فيها الرسول مشكلات الحياة بمختلف أنواعها. ففيها وصف دقيق لحياته وحياة أزواجه وصحابته والمسلمين من جند وتجار وزراع وصناع. أغنياء وفقراء، كبار وصغار، رجال ونساء وأطفال. وهذا يجعل من الحديث وسيلة تعليمية سهلة لأحكام الشريعة الإسلامية، ولمنهج الرسول وأصحابه في المعاملة والسياسة والأخلاق.
٢- نرى في أحاديث رسول الله كل ما يحتاجه الإنسان لتربيته الروحية والخلقية والنفسية؛ وذلك لأنه يخاطب العقل بالحجة والبرهان، والروح بالعاطفة والإثارة والترغيب والترهيب. والنفس بما يدفعها نحو الكمال والأمان والإطمئنان للحاضر والمستقبل، وهذه الجوانب هي ما يبحث عنها