للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كل إنسان سواء كان مؤمنا أو غير مؤمن، يعبد الله على حرف، أو يعبده على ثقة ويقين. والطفل أطوع المخلوقات لتقبل هذه الأشياء؛ لأنها تتفق وفطرته التي فطر الله الناس عليها وجعلها في أصل تكوينهم قبل أن تصنع فيهم الحياة صنيعها من تغيير وتزييف ومكابرة. لذلك كان تدريس حديث رسول الله للطفل عملا يتفق ورغباته ويحقق في الوقت نفسه الربط بين العقيدة والعمل والأخلاق.

٣- القرآن الكريم دستور الله لبني الإنسان، لا يختص بقوم دون قوم، ولا بزمان دون زمان، لذلك كانت أحكامه مجملة تحمل من الإشارات والرموز ما يفسح المجال للفعل الإنساني للتفكر والتدبر والإبداع، وحديث رسول الله يفسر لنا كثيرا من هذا المجمل، ويوضح لنا ما ليس في قدرتنا إدراكه ومعرفته ويقوم بالترجمة العملية والواقعية لأحكام القرآن وتعاليمه, فهو إذن في أغلبه شرح وتحليل للقرآن الكريم. لذلك كان تدريس الحديث محاولة معرفة التطبيق العملي لأحكام القرآن.

٤- ومع أن قضايا العصور تختلف باختلاف الناس واختلاف أحوالهم المدنية والصناعية والفكرية، فإننا نجد أن حديث رسول الله في الأمور العامة يتفق مع عصره الذي كان يعيش فيه ومع العصور التي تلته حتى عصرنا الذي نحن فيه. وهذا يعطينا القدرة على بيان تلك المعجزة النبوية للأطفال مما يحملهم على تقدير الرسول وحبه والتعلق به عبادة وسلوكا وخلقا. ويحقق الأمر الإلهي باتباع الرسول في كل شيء كما جاء في قول الله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} ١ وقوله: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ


١ من سورة الحشر آية ٧.

<<  <   >  >>