سيرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تعني مضمون حياته القيادية والفكرية والعملية، ومنهجه في تبليغ الدعوة إلى بني الإنسان، وطريقة عرضه لتلك الدعوة سواء من الوجهة الأخلاقية أو من الوجهة النفسية والسياسية, وما واجه من مصاعب ومحن، وكيف تغلب عليها بعزم الرجال وتأييد الله له. وكيف استطاع وهو الفرد اليتيم الأمي أن يتغلب على جبابرة قريش وفصحائها وبلغائها، وأن يجذب إليه في أول أمره رجالا من أعظم رجالات التاريخ ليكونوا عونا له على أعدائه ودرعا له عند الخطر، وكما أيده الله بهم، استطاع هو أن يسكن في أعماق قلوبهم بخلقه وفكره وإرادته وأسلوبه في المعاملة، حتى إننا لنجد في سيرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه ما لا نجده في أي عصر من عصور التاريخ قديمه وحديثه، كما لم نسمع عن رجال كانوا مثل هؤلاء القوم في الإخلاص والمحبة والتضحية والوفاء مما جعلهم مضرب المثل في كل عصر وفي كل موقف.
وكما كانت حياة الرسول نموذجا خالدا لحياة الرجال، فقد كانت قصة طفولته نسجا رائعا لنشأة نبي وظهور معجزة ينحني الزمن لها إجلالا وتقديرا. ومن هنا كانت دراسة سيرة رسول الله وأصحابه في مدارسنا، وفي المدارس