وله مكان محدد لكل قادم من جهة من جهات الدنيا، عنده يغتسل الحاج ويقلم أظافره ويقص شاربه وينظف شعر رأسه ولحيته, ويخلع ما كان يرتدي من ثياب، ويتزر بثياب الإحرام، وهي ثياب بيضاء ليست مخيطة، وهو بهذا كأنه خلع كل أمور الدنيا بمشاغلها وآثامها وآلامها، ليقبل بكليته على الله خالقه ورازقه ومالك ناصيته. وتلك النظافة التي يستعملها فوق أنها نظافة للبدن تحفظه وتحميه من الميكروبات والأمراض التي يمكن أن تعلق به أثناء أداء الفريضة وانتقاله من مكان إلى مكان، فإنها تمثل نظافة الروح وتطهيرها من الأدران والخبائث، وتصفيتها من كل علائق الدنيا التي تؤدي إلى الحقد والحسد والبغضاء. وقد ثبت أن هذه النظافة منعت وقوع الأمراض في مواسم الحج على مدار مئات السنين، فلم يثبت على التاريخ الطويل أن حدث