حرص الفكر الإنساني منذ أقدم العصور على البحث عن العوامل التي ترفع من قيمة الإنسان. وتجعله سويا أمام نفسه ومجتمعه الذي يعيش فيه ومن خلال هذا الفكر ظهر علم النفس وعلم الاجتماع، ولكل منهما وجهة يحاول أن يحقق من خلالها تلك الغاية التي أشرت إليها، فعلماء النفس يرون أن الشعور الفردي ذو أثر هام في حياة الإنسان، وأن المرء محدود بمزاجه وطبيعته، فلا يستطيع أن يفعل ما يفعل إلا وفق ما يقدر له استعداده وغرائزه، ونادوا بمراعاة الفروق الفردية والعناية في تربية الشواذ بدراسة غرائزهم وعواطفهم في تربية الممتازين على استخراج مواهبهم وتغذيتها عن طريق التسابق والدفع والإغراء والمكافأة والتقدير.
وقال علماء الاجتماع إن المجتمع هو كل شيء، والفرد لا تظهر قيمته ولا تتحدد أخلاقه إلا مع الجماعة؛ لأن الإنسان لا يتصف بأنه ذو أخلاق أو بأنه مجرد منها إلا إذا انغمس مع جماعة من الجماعات. وإن المواهب الفردية، طبيعية أو مكتسبة، لا تظهر آثارها إلا في الجماعة.
ومن خلال هذه الدراسات النفسية والاجتماعية ظهر "علم النفس الاجتماعي" محاولا أن يوفق بين النظريتين: الفردية والاجتماعية. فهو