إن الأصل في الأخلاق الإسلامية يرجع إلى سلطة خارجية هي سلطة الدين، وأساس هذا الدين "القرآن" الواجب تعليمه وتعلمه. وقد شمل القرآن أبعاد الضمير ومظاهره، وارتقى به ليكون الدافع والمحرك نحو الكمال الأخلاقي في الإنسان، والصلة بين الدين الإسلامي والأخلاق عظيمة تبلغ حد التوحيد بينهما، فالدين وسيلة لتكوين الخلق، والأخلاق مظاهر تطبيقية لأسس الدين ومبادئه.
ومنذ أقدم العصور والإنسان يتطلع فيما وراء الأفق يبحث عن شيء يستمد منه العون، ويركن إليه في ساعات اليأس والمتاعب والمحن، وهو في سبيل ذلك أرهف حسه وارتقى بشعوره، ذلك الشعور النفساني الذي هو بالنسبة للإنسان كالمرآة تنعكس عليها أعماله، فيرى فيها تقدير هذه الأعمال، ويتسنى له أن يحكم عليها بالخير أو الشر، وقد عبر علماء الأخلاق عن هذا