اتبع الرسول -صلى الله عليه وسلم- طرقا مختلفة لتعليم المسلمين القرآن والأحكام الشرعية، وكان في كل طريقة هو نفسه مضرب المثل حتى يقتدي به الناس في أعمالهم، وحتى يكون نموذجا يحتذى للمربين والمعلمين في مختلف العصور.
ومن الطرق التي اتبعها طريقة "المحاولة والتجربة" فهو يترك المسلمين يحاولون عن طريق الاجتهاد الوصول إلى الصواب في أقوالهم وأعمالهم، ويسلكون في محاولاتهم مختلف التجارب الفكرية والعملية، فإذا ما وصلوا من خلالها إلى الصواب أقرهم على ذلك، وإلا قام هو بالتطبيق وبين لهم أوجه الخطأ، وفي الحديث الشريف أن صحابيا دخل المسجد فصلى في ناحية منه ثم جاء إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- وكان يجلس مع بعض أصحابه، فقال: السلام عليك يا رسول الله، فقال الرسول:"وعليك السلام, ارجع فصل فإنك لم تصل" , فصلى وعاد فراجعه الرسول، ثلاث مرات.... فقال الرجل في الثالثة: والذي بعثك بالحق لا أحسن غير هذا فعلمني. فعلمه الرسول، وتركه يعيد صلاته حتى أتقنها. والمسلمون يشاهدون ما يحدث. وعلى هذا النحو كان -صلى الله عليه وسلم- يستحفظ الصحابة الآيات والأدعية, وقد روى بعض الصحابة أن الرسول كان يعلمهم الاستخارة كما يعلمهم