للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الدين والإيمان]

الدين كلمة عامة تشمل كل الأديان التي أمر الله بها عباده على مدى الأزمان, منذ هبط آدم إلى الأرض حتى جاء محمد بن عبد الله بالدين الخاتم الذي شمل كل هذه الأديان، بعد أن نضجت البشرية وأصبحت صالحة لتلقي آخر رسالات الله إلى الأرض. وقد جاء الإسلام ناسخا لبعض الأحكام في الأديان الأخرى, التي كانت تصلح لزمن دون زمن ولجماعة دون جماعة لتكون أحكامه صالحة لكل زمان، ولكل بني البشر وارتضاه الله دينا عاما لعباده، لموافقته الأصول الاعتقادية في الاعتراف بوجود الله خالق الأكوان، وتوحيده ووصفه بصفات الكمال, وتنزيهه عن صفات النقص. ولما اشتمل عليه من الدعوة إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} . ووصفه الله بأنه الدين الحق {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} . وأنه ناسخ لما جاء قبله من شرائع قديمة، وأديان سماوية، طرأ عليها التحريف وأدخل عليها ما ليس منها، ومذاهب وضعية اصطنعها الإنسان لتلائم هواه ورغباته {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} . ووعد أنه سيحفظ هذا الدين ويحفظ كتابه "القرآن الكريم" من التحريف والتغيير والزوال مهما تألبت عليه قوى الشر. وعانده المعاندون {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون} وفي الدين الإسلامي ما يحتاج إليه البشر. كل البشر؛ لأنه يشمل

<<  <   >  >>