للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والطفل في نظر التربية الإسلامية عنده من الاستعدادات الطبيعية ما يهيؤه لتقبل الصفات الأخلاقية والأنماط الاجتماعية، وإن على الأباء والمعلمين إلزامه بهذه الأشياء في سن السابعة، فإذا قام بها فإنه يكون قد سلك طريقه في الحياة على مبادئ صحيحه، وإلا ضرب على تركها ضربا غير مبرح وهو في العاشرة. وقد أمر الرسول الكريم بذلك فهو يقول "مروهم بالصلاة لسبع, واضربوهم عليها لعشر" وعلى المربي أن يستعين بما في الطفل من ميول وعواطف يثيرها لتحرك هذه الأخلاق الإلزامية إلى غايتها الصحيحة, وتعاليم الإسلام ليست منافيه لتكوين الطفل، فالإسلام دين الفطرة {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} لذلك كان تقبله لتلك التعاليم سهلا ميسرا, والأمر في ذلك متروك إلى الأسرة أولا ثم المعلم ثانيا ثم المجتمع ثالثا فكل طفل يولد وهو صفحة بيضاء خالية من كل رجس. وآباؤهم هم الذين يحولونوهم إلى هذه الصورة التي نرى عليها المجتمع من اختلاف في الطبائع والسلوك والفكر. والرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: "ما من مولود إلا ويولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء -أي: كاملة- هل تحسون فيها من جدعاء" أي: مقطوع بعض أجزائها.

وهكذا اعتبر الإسلام الطفل بريئا طاهرا بالفطرة، غير شرير ولا وارث للخطيئة بل هو خير بطبيعته مستهدف لكل فضيلة، واعتبر المساؤئ التي تأتي من الإنسان في مراحله المختلفة إنما مرجعها إلى أصل التربية، سواء أكانت تربية منزلية أو مدرسية أو غير ذلك.

ويرى علماء التربية أن سن العاشرة فيها تمييز بين النافع والضار والحسن والقبيح. فإهمال الطفل في هذه السن إهمال لإرادته المميزة، لذلك حثنا الرسول -صلى الله عليه وسلم- على ضربهم في العاشرة إذا لم يصلوا، وبالتالي إذا لم يمتثلوا للمبادئ الأخلاقية والمثل الاجتماعية.

<<  <   >  >>