للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الإسلام والإنسان]

الدين الإسلامي يسمو بالإنسان ويرفعه فوق كل الكائنات, فالطبيعة مسخرة له ولمنفعته، يستخدم في معرفة قوانينها عقله ويعمل فيها فكره, وبذلك فك القيود عن روح الإنسان وعقله جميعا، وأطلق طاقاته تبدع في الحياة ما أمكنتها القوة والقدرة، وقد دلت الآيات الكريمة في مواضع كثيرة من القرآن على سمو الإنسان، وأنه يفضل سائر المخلوقات فقد خلق في {أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} ومنحه الله من القدرات الذهنية والجسدية ما جعل كل عنصر في الطبيعة في خدمته يقول تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} .

وفي مواضع كثيرة يبين القرآن أن الإنسان وحده من دون المخلوقات هو خليفة الله في الأرض {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَة} {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الأَرْضِ} فالإنسان خليفة الله على الأرض، أحسن خلقه، وأبدع صنعه، وجعل كل ما في الوجود مسخرا له. وحمله من الأمانات ما لم تستطع حمله السموات والأرض والجبال {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ} .

فالإسلام يعتد بحرية الإنسان وكرامته وحقوقه، وقد جاء والاسترقاق منتشر ومتأصل في جميع الأمم، فدعا إلى تحرير العبيد وتخليصهم من ذل

<<  <   >  >>