منذ فجر الإسلام والناس يتداولون أفكاره وآراءه، بين منصف وجاحد، مؤمن وكافر، معتدل ومتشدد. مجرد عن الأهواء ومتصنع لأجلها. وسيظل هذا الأمر قائما ما بقيت الحياة والأحياء.
"ولكن الشيء الذي لم يختلف فيه الناس -أو على الأقل لم تصل حدة الخلاف فيه كغيره من تعاليم الإسلام- هو تربية الإسلام للإنسان تربية تفوق في قيمها وأهدافها كل النظريات والتعاليم التربوية التي عرفها الإنسان قبل الإسلام وبعده". وكما أن لكل حقيقة دليل عليها، فإن الدليل على هذه الحقيقة، هؤلاء النفر من صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم، الذي رباهم الإسلام وعلمهم الرسول فكانوا أعظم قادة، وأعلا مثلا، وأرقى خلقا، وأنضج عقولا، وأبلغ لسانا، وأسلم حجة من كل من وضع في مثل موضعهم من قادة وزعماء الأمم. وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على أن جوهر العقيدة الإسلامية هو منبع هذا البناء الرجولي والأخلاقي والعلمي، الذي بدونها ما كانت الجزيرة