اقتضى الأمر فيما قدمناه من دراسة، أن نتناول البناء الإنساني في الإسلام. وأن نبين منهج العبادات الإسلامية الذي يساعد على إقامة هذا البناء شامخا وثابتا, لا تدمره الأعاصير ولا تحطمه الزلازل. ولما كانت العبادات قائمة على عقائد يقينية لا يتطرق إليها شك ولا يعتريها خلل، وجدت من الواجب أن أشير إلى هذه العقائد إشارات موجزة تفيد وترشد في عملية التخطيط لدروس العبادة السالفة الذكر.
والعقائد في الإسلام تقوم على "الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والبعث، والحساب" وبعض هذه الأشياء غيبي غير مدرك، والبعض الآخر ملموس وإن اختلف الناس حوله منذ فجر حياتهم. وقد جاء الإسلام ليقضي على هذا الاختلاف نهائيا، ويبين كل هذه العقائد بصورة تجعلها كلها وكأنها ملموسة ومشاهدة. فعن الإيمان بالله، بين الإسلام وحدة الله المطلقة التي لا يتطرق إليها شك ولا شرك ولا تشبيه {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، اللَّهُ الصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}{فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ} ١