للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكل الأديان قبل الإسلام سواء كانت سماوية أو اجتهادية أقرت وحدانية الله المطلقة، على الرغم مما نقرأه ونعرفه من تشويه بعضها أو إدخال فيها ما ليس منها، وقد بين القرآن أنهم جميعا -أي: المتمسكون بالتعاليم الحقة منها قبل الإسلام- على صواب وأن لهم أجرهم يوم القيامة. قال تعالى في سورة البقرة آية ٦٢:

{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}

ويوضح القرآن أنه لا اختلاف بين الأديان، وأن تربية الله لعباده تتابعت حسب الظروف والحاجات الإنسانية، وأن المختلفين ما أقاموا هذا الخلاف بينهم إلا لغاية دنيوية ينشدونها. لذلك فأمرهم إلى الله، هو وحده يتولاهم ويحكم بينهم. قال تعالى١:

{وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ}

والإسلام خاتم الأديان كلها، جاء معترفا بكل الأديان السماوية ومحللا لها، ومتحدثا عن أنبيائها، وملزما المسلمين بأن يؤمنوا بهم جميعا {لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ} ومبينا أن أحكامه الأساسية هي التي أمر بها كل الأنبياء والرسل قال تعالى٢:


١ من سورة البقرة آية ١١٣.
٢ من سورة الشورى آية ١٣.

<<  <   >  >>