للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ}

فاختلاف الأديان إذن هو اختلاف من ناحية الشرائع فقط.

{لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} ١

ولكن الكل مسلمون -أي: مسلمون لله بوحدانيته وقدرته وبقائه وعلمه- وكل ما عدا الله هباء وفناء. وهذا نوح يقول: {وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} ٢ وإبراهيم وإسماعيل {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} ٣ {وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ} ٤ ويوسف {أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} ٥ وكذلك عيسى والحواريون {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} ٦.

ومن هنا كان الإسلام يعني الإيمان بكل الرسل، والكتب المنزلة عليهم، فلا يكون المرء مسلما إلا إذا آمن بهم جميعا، وصدق بكل ما جاءوا به؛ لأن الإيمان لا يتجزأ، ومن هنا أيضا كان الإسلام دينا عالميا للإنسان والجن بلا اختلاف ولا تمييز.

وقد بين الله في كتبه أن له ملائكة هم جنوده لذلك كان الإيمان بهم من


١ من سورة المائدة آية ٤٨.
٢ من سورة يونس آية ٧٢.
٣ من سورة البقرة آية ١٢٨.
٤ من سورة يونس آية ٨٤.
٥ من سورة يوسف آية ١٠١.
٦ من سورة آل عمران آية ٥٢.

<<  <   >  >>