للطفل في مراحل نموه المختلفة حاجات نفسية متعددة، ومن أهم وظائف التربية العمل على تلبية هذه الحاجات، بالطرق والوسائل التي تحقق له الأمن والاستقرار، وتساعده على تقبل مجتمعه الذي يعيش فيه، وتيسر له ما يراه من مظاهر الطبيعة التي تحيط به.
وطفل السادسة القادم إلى المدرسة الابتدائية، طاقاته واستعداداته منطلقة لتقبل كل جديد، إنه في عمر توسعي مستعد لعمل أي شيء، شهيته للخبرات الجديدة عظيمة. ولكنها تقوده إلى الرغبة في كل شيء. وتجعل من الصعب عليه أن يختار بين بديلين؛ لأنه يريد الاثنين معا، كما أنه لا يتقبل النقد أو اللوم أو العقاب، إنه يريد أن يكون على صواب دائما. وهو بحاجة إلى المديح والربح والغلبة. وهو من الصلابة وعدم القدرة على التكيف في علاقاته مع الأخرين بنفس المقدار الذي كان عليه حين كان عمره سنتين ونصف. ويرى أن الأشياء يجب أن تؤدى على طريقته، وعلى الآخرين أن يخضعوا له. إذا ما ربح فكل شيء طيب. أما إذا ربح الأخرون فإنه يبكي ويتهم الآخرين بالغش. يصبح عطوفا وحماسيا إذا سارت الأمور على ما يتمنى وينفجر ويبكي ويثور إذا سارت على غير ذلك١. إن الطفل في هذا السن
١ انظر سلوك الطفل ص٦٩ وما بعدها "لفرانسيس لـ: ابلغ. ولويزب، أيمز" ترجمة فاخر عاقل.