كان الأديان السابقة، وحكى أخبار الرسل مع الأمم السالفة، ودعا إلى الاعتراف بوجود الله، وتوحيده ووصفه بصفة الكمال، من القدرة والإرادة والعلم، وغيرها من الصفات التي تليق بجلال الله، كما دعا إلى الاعتقاد بالبعث والحياة الآخرة، وما يلقى الناس فيها من حساب وجزاء، نظير ما قدمت أيديهم في الدنيا. وألزم المؤمنين الاعتراف بالأنبياء السابقين والرسل وما أنزل عليهم من الكتب. كنوح وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب وهود وصالح ويوسف وموسى وعيسى وغيرهم صلوات الله عليهم.
وبين أن لله ملائكة لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، وأن هناك مخلوقات أخرى غيبية لا تدرك بالحواس "كالجن" وأن الإنسان كرم بين كل هذه المخلوقات {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ} , ورفع الله قدر العقل الإنساني في الدين الإسلامي، فمنحه الحرية والاختيار فيما يعتقد، وبين أن الإيمان الصحيح ما كانت نتيجة للتأمل والنظر، والبحث والإقناع، ولم يجعل للإيمان التقليدي بما كان عليه الأباء والأسلاف أي أثر. ونتيجة لهذا كانت أوامر التكليف، وكان الثواب والعقاب.
ومن نظرة الإسلام إلى الأمور الغيبية، كاليوم الآخر والبعث والحساب والجنة والنار، والوحي والملائكة والجن، نجده يربط ذلك بصحة العقيدة، فإذا صحت العقيدة، رأى صاحبها أن هذه الاشياء ليست مستحيلة، بل هي ضرورية، لضبط السلوك الإنساني وتوجيهه إلى الخير، والاطمئنان إلى عدل الله، وهي ليست أغرب من القوى الخفية الموجودة على الأرض والتي يكتشفها العلماء كل حين، كالجاذبية، والكهرباء، والذرة، والنتروجين.