للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وغير ذلك مما هو أسرار هذا الكون، وما زال العقل البشري يجد من أجل معرفته وكشفه.

والدين الإسلامي في بساطة ووضوح، هو الدين الذي جاء مطابقا للرسالات الإلهية السابقة عليه. وإن خالفها في بعض الأحكام نتيجة عبث الأمم السابقة بتعاليم السماء، وخلطها بعناصر ليست منها، ونتيجة للظروف التي اقتضتها أحوال الأمم والبيئات في تطورها خلال القرون المتطاولة. وهو يتلخص في كلمتين هما قول: لا إله إلا الله محمد رسول الله. يقولهما العبد معترفا بوحدانية الله، مصدقا بما جاء به رسوله محمد -صلى الله عليه وسلم، عاملا بمضمونهما فكرا وقولا وفعلا.

والإيمان في جوهره ليس عمل اللسان والبدن والذهن، وإنما هو عمل نفسي يبلغ أغوار النفس، ويحيط بجوانبها كلها من إدراك وإرادة ووجدان، يبلغ هذا الإدراك حد الجزم واليقين الذي لا يزلزله شك ولا تعتريه شبهة: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا} . ومع تمام الإدراك لا بد وأن يصحبه إذعان قلبي، وانقياد إرادي، يتمثل في الخضوع والطاعة لأحكام الله الذي آمن به مع الرضاء والتسليم {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} . والإدراك، ثم الإذعان لا يكتملان إلا إذا كان مستقران في وجدان الإنسان ليتصرف على هدي العقيدة, ويلتزم بمبادئها الخلقية والسلوكية، ويلتزم بأحكامها عن يقين قلبي، وشوق روحي؛ لأنه يرى الله بقلبه وينطلق إليه من ضميره {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ، الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ، أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا} . فليس

<<  <   >  >>