للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالأدلة العقلية التي تجعلها فوق الشبهات. وقد فتح القرآن الكريم المجال لتلك الأدلة بقوله: {أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْض} {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} {قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ} {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} . فالله الذي يؤمن به المسلمون إله واحد، خلق الكون وأبدع صنعه لا شريك له ولا شبيه {سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} وهو رب العالمين خلق الناس جميعا ليتعارفوا ويتفاضلوا بالتقوى، فلا فضل بينهم لعربي على أعجمي ولا لقرشي على حبشي إلا بالتقوى {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} وهو حكم عدل لا يأخذا إنسانا بذنب إنسان ولا يحاسب أمة خلقت بجريرة أمة سلفت {كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} {وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} فالإسلام دين الرحمة والعدل وتعاليمه توجه بني البشر إلى حياة فاضلة خالية من الأوهام والمخاوف، بعيدة عن الشك وزيفه، وبقدر ما يصنع المرء يسأل ويحاسب {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} {وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا} {وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيم} فالإسلام جاء يصحح العقائد البشرية كلها ويتمم ما سبقه من ديانات الأمم الأخرى وحضاراتها ومذاهب فلاسفتها، وقد رسم للحياة الإنسانية طرق النجاة، وجعل لمن يريد السير بتعاليمه صادقا بابا مفتوحا دائما يمحو ما قبله من الخطايا ويزيل ما على الأقدام من غبار.

<<  <   >  >>