وتذكيرهم بالأخلاقيات التي ساقها إليهم في آداب المعاملة والسلوك, ومحاولته تقويم المعوج منهم تقويما يشعر فيه التلاميذ بأنه مساق إليه بالمحبة والود والانقياد للمثل والقدوة. ويالروعة ذلك المعلم الذي يعد مفكرة يكتب فيها أسماء تلاميذه ويدون فيها الملاحظات الأخلاقية والسلوكية على كل منهم، ولا يجعلها مصدر تهديد وتخويف، وإنما يجعلها بطاقة علاج وإشراف كبطاقة الطيب لمتابعة مريضه، وكلما حانت مناسبة ضرب الأمثلة بالقدوة منهم ليكون ذلك حافزا على أن يقلده الآخرون ويحاولون محاكاته. ولا شك أن هذا الجهد إنما هو إلى الله ينتظر منه وحده الأجر والثواب، ولا يعلق فعله هذا على رأي الإدارة أو المسئولين، وإلا فلن يكون إلا كمن يصلي ليراه الناس يصلي. وهو في النهاية لن يحصل على شيء لا من الله ولا من الناس. والتربية عموما كالعبادة الروحية الخالصة التي لا سلطان لأحد على القائمين بها, وإنما مردهم إلى الله وحده. فإذا ما أخلص المعلم واجتهد فيما يعمل كان كهذا المتعبد الأواب الذي يقول في كل شيء وعلى كل شيء يا رب. يا رب لك وحدك أوجه قولي وفعلي.
٤- التقويم:
وفيه يحرص المعلم على متابعة التلاميذ متابعة لا تتعلق بالمحفوظ والمفهوم. وإنما تتصل بالقيم والأهداف التي ينشدها المنهج، ويخطط لها المعلم في كل درس من دروسه.