أهمل الحكام فريضة الزكاة، وعمل الجشع من الناس عمله فهجروا هذه الفريضة وأصبح الفقراء ضياعا وسط اللئام، وهؤلاء الذين كانت تنطبق عليهم هذه الصفة لم يعد لهم وجود الآن.
المؤلفة قلوبهم:
هم ضعفاء الإيمان الذين يخشى المسلمون عليهم أن يرتدون عن الإسلام لحاجتهم أو تحت إغراء ما، وتنطبق هذه الصفة أيضا على الداخلين في الإسلام حديثا، أو من يقوم بقضاء مصالح المسلمين الهامة. وإن كان بعض الفقهاء قد رأى إسقاط هذا الصنف من دائرة الاستحقاق؛ لأن عمر رضي الله عنه أسقطهم بموافقة الصحابة جميعا، فإن ذلك وإن اتفق مع عصر عمر، فإنه لا يتفق مع عصرنا الحال الذي نحن فيه في أمس الحاجة إلى تأليف القلوب حول الإسلام والمسلمين لرد كيد الأعداء، ولسد الطريق على من يريدون شراء ذمم ضعاف الإيمان وتحريضهم على الخيانة والغدر, وإفساد روح الأمة بالكلمة أو بالفعل, والقرآن الكريم قد أمرنا بذلك وحرضنا عليه، وما جاء به القرآن لا يلغى بقول أو فعل أحد مهما مهما عظم شأنه، ولكن ظروف الحياة وتطبيقاتها تتغير حسب أوضاع الأمة ومكانتها. وفي كل الأحوال لا تخرج على دائرة القرآن, وإن كان عصر عمر رضي الله عنه كان من القوة بحيث لم تعد حاجة إلى المؤلفة قلوبهم فإن عصرنا نحن في أمس الحاجة إلى تطبيق هذا النداء الإلهي, ويا حبذا لو استعملناه في تأليف قلوب الملايين ممن لا دين لهم في إفريقيا وآسيا، وأشعرناهم بأن الإسلام دعوة الحق والخير لكل الناس، وإن دين الإسلام دين "الإنسانية" الذي يدعو أبناءه أن يمدوا أيديهم إلى كل الناس ولو كانوا من أقصى بقاع الأرض، إن هذا المبدأ لو طبق لقاوم بعثات التبشير