للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مجتمعه الذي هو منه وإليه، ومعرفة تراثه الثقافي وتعلقه به وإدراك التنظيمات والمؤسسات القائم عليها البناء الاجتماعي من حوله. وأن يكون ذلك كله في نمو دائم يساعدنا على بناء شخصية متكاملة، يمكننا في النهاية أن نتعرف على قدراتها وإمكاناتها الفاعلة داخل إطار المجتمع، مع اعتبار القيمة الشخصية للفرد، واحترام ذكائه والإيمان به، وبما يمكن أن يؤديه في موقف من المواقف الاجتماعية، وعلم المعلم -بجانب مراعاته لهذه الأهداف- أن يتجنب فكرة إعداد الصغار من أجل حياة الكبار أو على شاكلتهم؛ لأنه لا هو ولا غيره يستطيع أن يعرف ماذا ستكون عليه الحياة عندما يصبح هؤلاء الصغار كبارا. فالمهمة إذن ليست طبع صورة الكبار على أذهان الصغار ليكونوا مثلهم، إنما المهمة الأعظم أن نبين لهم أن الحياة في تغير دائم، وأن التعليم وسيلة لفهم حياتهم الحاضرة والمستقبلة وتهيئتهم لقبول التغير الدائم في نظم الحياة، ونحن بذلك نساعدهم على التقدم والرقي؛ لأن المجتمع الساكن الهامد الذي لا حركة فيه ولا تغير مجتمع خامل بعيد عن طبيعة الحياة التي هي في حقيقتها دائمة الحركة والتغيير. ونحن إذا استطعنا ذلك نكون قد ساعدناهم على الإلمام بالحركات الاجتماعية والتاريخية، وأعطيناهم القدرة على الانطلاق مع الحياة نموا وتغيرا وحافظنا في الوقت نفسه على تراثهم الثقافي والحضاري.

وداخل هذا الإطار تكون مراعاة أهداف التربية الإسلامية التي هي في حقيقتها أهداف منطلقة إلى الأمام دائما, ومتسعة لأهداف الحضارة الإنسانية كلها ماضيا وحاضرا ومستقبلا. وليس في هذا القول تغال؛ لأن التربية الإسلامية في إيجاز شديد تنشد بناء الإنسان:

١- الدائم الاتصال بالله.

٢ - المتوازن بين الروح والمادة.

<<  <   >  >>