للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كما جاء في القرآن يوحي بقدرة الله الهائلة التي لا يمكن لعقل أن يحيط بها، ولا لعلم مهما بلغ أن يصل إليها. فهو يحدثنا عن خسوف القمر وكسوف الشمس، ونسف الجبال وانفجار البحار وزلزلة الأرض، وتشمل الصاعقة كل من في الأرض والسماء إلا من يحفظه الله من ذلك ليكون شاهدا لهذا اليوم العظيم. وفي هذا يقول تعالى١:

{إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ، وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ، وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ، وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ}

وفي سورة التكوير:

{إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ، وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ، وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ، وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ، وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ، وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ}

وفي سورة طه ١٠٥، ١٠٦:

{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا، فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا}

وفي سورة النبأ ١٩، ٢٠:

{وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا، وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا}

وفي سورة الزمر آية ٦٨:

{وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ}

والبعث: وهو عملية إعادة الأموات إلى الحياة مرة ثانية، الإيمان به لا يفترق في معناه عن الإيمان بغيره من الغيبيات، وإن كان يقين المؤمن به يجب أن يكون متابعا له في الليل والنهار وفي كل حركة من حركاته؛ لأنه الذي عن طريق تصوره يعرف المرء موقفه بين يدي الله، ويحاسب نفسه على قوله وفعله قبل أن يأتيه ذلك اليوم، فهو بمثابة رادع للمرء عن ظلمه وجبروته وطمعه في


١ من سورة الانفطار ١، ٤.

<<  <   >  >>