للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والاجتماعية، وكلما وجد مناسبة قام بزيارات في منازلهم، كعوده مريض، أو السؤال عن سبب غيابه عن المدرسة، أو مشاركته في أفراحه وأعياده وأحزانه. كل هذا لا يتطلب عناء كبيرا من المعلم لو كان صادق العزم، ويحقق أكبر النتائج في الوصول إلى تمثل التعاليم والأخلاق الإسلامية بين الأطفال وأسرهم بل والمجتمع المحيط بهم. ومن هنا كانت الزيارات واللقاءات من أهم الوسائل لغرس الفضائل الدينية بالأسلوب العملي من غير حاجة إلى موعظة أو توجيه.

والأطفال بفطرتهم مزودون بعاطفة دينية، ولكنهم محتاجون إلى من يساعدهم على تنظيمها وإبرازها في مجال السلوك، وليس هناك من وسيلة لذلك أفضل من القدوة الصالحة والمثل الطيب، فإذا ما استطعنا نحن المعلمين أن نقوم سلوكنا وأن نتمثل القيم والمبادئ الإسلامية في أقوالنا وأفعالنا، استطعنا أن ننفذ إلى قلوب التلاميذ، وأن نستثير عاطفتهم الدينية ونذكيها في نفوسهم مما يحملهم على الانتقال بفطرتهم إلى الواقع، ويدفعهم إلى تقويم المعوج من سلوكهم، بل وحتى نقد ما يخالف تلك الفطرة من نوازع شتى تسود مجتمعهم المحيط بهم. والذي كثيرا ما تطغى عليه جوانب المنفعة، وتتدنى به الشهوات والرغبات والأهواء إلى مسارب بعيدة عن تلك الفطرة الدينية التي فطر الله الناس عليها.

<<  <   >  >>