من أكثر الأديان تحديدا لمعنى التوازن. فهو في تعاليمه يبين أن الحياة جهاد وعمل يقول تعالى:{وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً}{فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} وغير ذلك من الآيات الكثيرة التي تدعو الإنسان إلى العمل الدائب في الحياة، على أن يكون العمل خالصا لوجه الله والحق.
ولو نظرنا إلى قول الله تبارك وتعالى:{قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ، الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ، وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ، وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ، وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ، إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ، فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ} لو نظرنا إلى هذه الآيات لوجدنا أنها ترسم صورة كاملة للإنسان المتوازن في الإسلام، الذي لا يغيب عن ربه، يصون مجتمعه، ويحفظ عرضه، وينأى بنفسه عن الظلم ويترفع عن الرذائل، وبالجملة فهو إنسان متوازن نفسيا واجتماعيا وأخلاقيا.