للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

البيع ويحرم الربا. {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا} . وحل البيع مقرونا بما يجب على المتابعين من صدق في المعاملة، ووضوح في الشيء المباع حتى لا يقع غش ومخادعة بين طرفي البيع والشراء. والرسول عليه الصلاة والسلام قال: "من غشنا فليس منا" وآيات القرآن الكريم واضحة في ذلك

{فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ} [سورة الأعراف: ٨٥]

وتحريم الربا في الإسلام جاء من منطلق العدالة، التي تحرم على الغني أن يستأثر بماله وأن يحرم الفقير من العون والمساعدة على مواجهة مشاكل حياته، أو أن يغل يده عن المساهمة في إقامة المصالح العامة، فلا يقدم ماله للفقير أو للدولة إلا نظير زيادة على رأس ماله الذي أقرضه إياهم. وهذا الفعل إنما يؤدي إلى أن يزداد الفقير فقرا، والغني غنا، وأن تكون المجتمعات مليئة بالأحقاد والفتن والاضطرابات، والإسلام يبني المجتمع على أسس من العدالة والمحبة كما سبق وأن أشرنا إلى ذلك في موضوع "الدين وأسلوب المعاملة".

لذلك حرم الربا تحريما قاطعا. والله تعالى يقول:

{الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسّ} [سورة البقرة الآية: ٢٧٥]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُون} [سورة البقرة الآيتان: ٢٧٨، ٢٧٩]

ولا شك أن تحريم الإسلام للربا، قضى على كثير من منابع الشر التي

<<  <   >  >>