للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وظل هذا التحريم عاما لليهود وغير اليهود حتى عصر "نحميا" الذي قال في الإصحاح الخامس من كتابه.

"إن بكت العظماء والولاة وقلت لهم إنكم تأخذون الربا كل واحد من أخيه" وكأنه يريد أن يقول إن اليهودي لا يتعامل بالربا مع اليهودي, ولكنه يتعامل بالربا مع غير اليهودي.

وكذلك نسب اليهود إلى موسى عليه السلام في الإصحاح الثالث والعشرين من سفر التثنية قوله: "للأجنبي تقرض بالربا ولكن لأخيك لا تقرض بالربا لكي يباركك الرب إلهك في كل ما تمتد إليه يدك".

وهذا من صنع اليهود الذين يبيحون لأنفسهم ما يحرمون على غيرهم. ويرون أنهم شعب الله المختار، فلهم أن يفعلوا ما لا يجوز لغيرهم أن يفعله. ومن هنا نجد تفسيرا واضحا لسيطرة اليهود على البنوك ورءوس الأموال في العالم، وتكالبهم على التعامل بالربا، والسعي الدائب لجعله نظاما للمؤسسات الاقتصادية في معظم بلاد الدنيا.

والإسلام يرفض كل هذه النظم التي تدخلها شائبة الربا، ويدعو إلى أن يكون التعامل مع البنوك والمؤسسات الاقتصادية قائما على نظام الربح والخسارة. بمعنى المشاركة والمساهمة لتقوم تلك البنوك أو الشركات أو غيرها بالاتجار لحسابها وحساب الآخرين, والعائد مهما عظم أو قل يكون من نصيب المساهمين. وبهذا ينتفي الربا وتتحقق العدالة.

وفي المسيحية أيضا ظل الربا محرما منذ عهد المسيح عليه السلام حتى جاء "مارتن لوثر" فشدد في تحريمه وبين الكثير من الوجوه التي يحرم فيها في رسالته عن "التجارة والربا" وهو يقول: "إن هناك أناسا لا تبالي ضمائرهم أن يبيعوا

<<  <   >  >>