للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكيع أحب إليك أو يحيى بن سعيد؟ فقال: وكيع أحب إلىَّ، فقلت له: كيف فضلت وكيعًا على يحيى بن سعيد، وليحيى بن سعيد مكانة من الحفظ والعلم والإتقان ما قد علمت؟ فقال: وكيع كان صديقًا لحفص بن غياث، فلما ولى القضاء حفص بن غياث هجره وكيع ولم يكلمه بعد ذلك، وإن يحيى بن سعيد كان صديقًا لمعاذ بن معاذ، فلما تولى القضاء معاذ بن معاذ لم يهجره يحيى بن سعيد.

وعن أحمد: ما رأيت رجلاً قط مثل وكيع فى العلم، والحفظ، والإسناد، والأبواب، مع خشوع وورع. وقال أبو حاتم الرازى: أشهد على أحمد بن حنبل أنه قال: الثبت عندنا بالعراق: وكيع بن الجراح، ويحيى بن سعيد، وعبد الرحمن بن مهدى. وعن يحيى ابن معين: وكيع عندنا ثبت. وعنه: ما رأيت أفضل من وكيع، قيل له: ولا ابن المبارك؟ قال: قد كان لابن المبارك فضل، ولكن ما رأيت أفضل من وكيع، كان يستقبل القبلة، ويحفظ حديثه، ويقوم بالليل، ويسرد الصوم، ويفتى بقول أبى حنيفة، وكان قد سمع منه شيئًا كثيرًا. قال: وكان يحيى بن سعيد القطان يفتى بقوله أيضًا. وعنه: وكيع أثبت من أبى زائدة. وعنه: وكيع أثبت من عبد الرحمن فى سفيان. وعنه: رأيت عند مروان بن معاوية لوحًا فيه أسماء شيوخ: فلان رافضى، وفلان كذا، ووكيع رافضى. قال يحيى: قلت له: وكيع خير منك، قال: منى؟ قلت: نعم، قال: فما قال لى شيئًا، ولو قال لى شيئًا لوثب أصحاب الحديث عليه. قال: فبلغ ذلك وكيعًا، فقال: يحيى صاحبنا. قال: فكان بعد ذلك يعرف لى ويوجب.

وقال ابن عمار: ما كان بالكوفة فى زمان وكيع أفقه ولا أعلم بالحديث منه، كان وكيع جهبذًا. قال ابن عمار: وسمعت وكيعًا يقول: ما نظرت فى كتاب منذ خمس عشر سنة إلا فى صحيفة يومًا، فنظرت فى طرف منه، ثم أعدته مكانه. قال ابن عمار: قلت لوكيع: عدوا عليك بالبصرة أربعة أحاديث غلطت فيها، قال: حدثتهم بعبادان بنحو من ألف وخمسمائة حديث وأربعة أحاديث ليس بكثير فى الألف وخمسمائة حديث. وعن يحيى بن يمان: مات سفيان الثورى، وجلس وكيع بن الجراح فى موضعه. وعن يحيى بن أكثم القاضى: صحبت وكيعًا فى السفر والحضر، كان يصوم الدهر، ويختم القرآن كل ليلة. وعن إبراهيم بن وكيع: كان أبى يصلى الليل، فلا يبقى فى دارنا أحد إلا صلى، حتى إن جارية لنا سوداء لتصلى. ويقال: أورثت وكيعًا أمه مائة ألف، وما قسم وكيع ميراثًا قط، وكان يؤتى بطعامه ولباسه، ولا يسأل عن شىء، ولا يطلب شيئًا، ولا يستعين بأحد، ولا على حذر، كان إذا أراد ذلك قام هو. وقال سالم بن جنادة: جالست

<<  <  ج: ص:  >  >>