قال عباس الدورى، عن يحيى بن معين: كان عبد الرزاق فى حديث معمر أثبت من هشام بن يوسف، وكان هشام بن يوسف فى حديث ابن جريج أثبت من عبد الرزاق، وكان أقرأ للكتب، وكان أعلم بحديث سفيان الثورى من عبد الرزاق. وقال يعقوب بن شيبة، عن على بن المدينى: قال هشام بن يوسف: كان عبد الرزاق أعلمنا وأحفظنا. قال يعقوب: وكلاهما ثبت. وقال ابن عدى: ولعبد الرزاق أصناف وحديث كثير، وقد رحل إليه ثقاتن المسلمين وأئمتهم، وكتبوا عنه، ولم يروا بحديثه بأسًا، إلا أنهم نسبوه إلى التشيع، وقد روى أحاديث فى الفضائل مما لا يوافقه عليه أحد من الثقات، فهذا أعظم ما ذموه من رواية هذه الأحاديث، ولما رواه فى مثالب غيرهم، ورمى فى باب الصدق، فإنى أرجو أنه لا بأس به، إلا أنه قد سبق منه أحاديث فى فضائل أهل البيت ومثالب آخرين مناكير. وقال أبو بكر بن أبى خيثمة: سمعت يحيى بن معين وقيل له: إن أحمد بن حنبل قال: إن عبيد الله بن موسى يرد حديثه للتشيع، فقال: كان والله الذى لا إله إلا هو أعلى فى ذلك منه مائة ضعف، ولقد سمعت من عبد الرزاق أضعاف أضعاف ما سمعت من عبيد. وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سألت أبى، قلت: عبد الرزاق كان يتشيع ويفرط فى التشيع؟ فقال: أما أنا فلم أسمع منه فى هذا شيئًا، ولكن كان رجلاً تعجبه أخبار الناس، أو الأخبار. وقال عبد الله أيضًا: سمعت مسلمة بن شبيب
يقول: سمعت عبد الرزاق يقول: والله ما انشرح صدرى قط أن أفضل عليًا على أبى بكر وعمر، رحم الله أبا بكر، ورحم الله عمر، ورحم الله عثمان، ورحم الله عليًا، من لم يحبهم فما هو مؤمن. وقال: أوثق عملى حبى إياهم. وقال أبو الأزهر أحمد بن الأزهر النيسابورى: سمعت عبد الرزاق يقول: أفضل الشيخين بتفضيل علىٍّ إياهما على نفسه، ولو لم يفضلهما لم أفضلهما، كفى بى إذراء أن أحب عليًا وأخالف قوله. وقال أحمد: مولده سنة ست وعشرين ومائة. وقال محمد بن سعد، وخليفة بن الخياط، والبخارى، وغير واحد: مات سنة أحد عشر ومائتين. زاد محمد بن سعد: فى النصف من شوال. روى له الجماعة، وأبو جعفر الطحاوى.
* * *
[باب عبد السلام]
١٥٧٢ - عبد السلام بن حرب بن مسلم النهدى الملائى: أبو بكر الكوفى، شريك
١٥٧٢ - فى المختصر: عبد السلام بن حرب بن سلمة النهدى: بالنون، الملائى، بضم الميم، وتخفيف اللام، أبو بكر الكوفى، أصله بصرى، حافظ، له مناكير.