ذهل بن سعد بن مالك بن النخعى، أبو عمران النخعى الكوفى: فقيه أهل الكوفة، وأمه مليكة بنت يزيد بن قيس أخت الأسود بن يزيد، دخل على عائشة، رضى الله عنها، ولم يثبت له منها سماع، وسمع علقمة بن قيس وخاليه الأسود بن يزيد، وعبد الرحمن بن يزيد، ومسروق الأجدع، وأبا عبيدة بن عبد الله بن مسعود، وأبا يعمر عبد الله بن الشخير، وعابس بن ربيعة، وعبيد بن فضيلة، وسهم بن منجاب. روى عنه أبو إسحاق السبيعى، ومنصور بن المعتمر، والأعمش، والحكم بن عتيبة، والحسن بن عبيد، وحماد ابن أبى سليمان، وجماعة آخرون كثيرة. قلت: وروى الإمام أبو حنيفة عنه وعن الأعمش: كان إبراهيم صيرفى الحديث.
وقال عباس: سمعت يحيى يقول: مراسيل إبراهيم أحب إلىَّ من مراسيل الشعبى، وسُئل عنه يحيى بن معين، فقال: مشهور، وعنه ثقة، وذكره بن حبان فى الثقات، وقال: سمع المغيرة بن شعبة، وأنس بن مالك، ودخل على عائشة، رضى الله عنها. مولده سنة خمسين، ومات سنة خمس أو ست وتسعين وهو ابن ست وأربعين سنة بعد موت الحجاج بأربعة أشهر. وقد قيل: إنه مات وهو متوار من الحجاج فدفن ليلاً. حدثنا محمد ابن عبد الله بن يوسف، ثنا نصر بن على الجهضمى، ثنا خالد بن الحارث، ثنا سعيد بن أبى عروبة، عن أبى معشر، أن النخعى حدثهم أنه دخل على عائشة، رضى الله عنها، فرأى عليها ثوبًا أحمر، فقال له أيوب: وكيف دخل على عائشة؟ قال: كان يحج مع عمه وخاله وهو غلام فيدخل عليها. انتهى.
وفى تاريخ العجلى: إبراهيم النخعى لم يحدث عن أحد من الصحابة، وقد أدرك منهم جماعة، وقد رأى عائشة، رضى الله عنها. وقال أبو حاتم: أدرك أنسًا، ولم يسمع منه. وقال ابن المدينى: لم يلق أحدًا من أصحاب النبى - صلى الله عليه وسلم -، قيل له: فعائشة، قال: هذا لم يروه عن ابن أبى عروبة، غير أبى معشر، عن إبراهيم، وهو ضعيف. وقال ابن معين: أدخل على عائشة وهو صبى، وقال: إنى لم ألق أحدًا من الصحابة إلا عائشة. ولم يسمع منها شيئًا، ويقال: رأى أبا جحيفة، وزيد بن أرقم، وابن أبى أوفى، ولم يسمع منهم.
فإن قيل: كيف قال ابن حبان: سمع المغيرة بن شعبة، والمغيرة مات فى سنة خمسين، وإبراهيم مولده سنة خمسين كما صرح به ابن حبان؟ قلت: قال الكلاباذى: مولد
والتاريخ (٢/٦٠٧) ، والجرح والتعديل (٢/١٤٤) ، وطبقات ابن سعد (٦/٢٨٤) ، والتاريخ الكبير (١/٣٣٤) ، وميزان الاعتدال (١/٧٤) ، والحلية (٤/٢١٩) .