للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جعلتهم حجة فيما بينى وبين الله: أحمد بن حنبل، وزيد بن المبارك الصنعانى، وصدقة ابن الفضل.

وقال أبو جعفر النفيلى: أحمد بن حنبل من أعلام الدين. وقال إسماعيل بن الخليل: لو كان أحمد بن حنبل فى بنى إسرائيل لكان آية، وفى رواية: لكان عجبًا. وقال حجاج ابن الشاعر: ما رأت عيناى روحًا فى جسد أفضل من أحمد بن حنبل. وقال أحمد بن سعيد الدارمى: ما رأيت أسود الرأس، أحفظ لحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا أعلم بفقهه ومعانيه من أبى عبد الله أحمد بن حنبل. وقال أبو زرعة الرازى: كان أحمد بن حنبل يحفظ ألف ألف حديث، فقيل له: وما يدريك؟ قال: ذاكرته فأخذت عليه الأبواب.

وقال عبد الله: خرج أبى إلى طرسوس ماشيًا، وخرج إلى اليمن ماشيًا، وحج خمس حجج، ثلاثًا منها ماشيًا، ولا يمكن لأحد أن يقول رأى أبى فى هذه النواحى يومًا إلا إذا خرج إلى الجمعة، وكان أصبر الناس على الوحدة. وقال أيضًا: كان أبى يصلى فى كل يوم وليلة ثلاثمائة ركعة، وكان يقرأ فى كل يوم سبعًا، ويختم فى كل سبعة أيام، وكان له ختمة فى كل سبع ليال سوى صلاة النهار، وكان ساعة يصلى العشاء الآخرة ينام نومة خفيفة، ثم يقوم إلى الصباح يصلى ويدعو.

وقال أيضًا: مكث أبى بالعسكر عند الخليفة ستة عشر يومًا وما ذاق شيئًا إلا مقدار ربع سويق كل ليلة، كان يشرب شربة ماء، وفى كل ثلاث ليال يستق حفنة من السويق، فرجع إلى البيت ولم ترجع إليه نفسه إلا بعد ستة أشهر، ورأيت موقيه قد دخلا فى حذقته. ومناقبه كثيرة وهو أشهر من أن يذكر له مناقب. وتوفى أحمد فى سنة إحدى وأربعين ومائتين، يوم الجمعة فى ربيع الأول، وهو ابن سبع وسبعين سنة، وقال عباس ابن محمد الدورى: توفى أبو عبد الله أحمد بن حنبل ببغداد يوم الجمعة لاثنتى عشرة ليلة خلت من ربيع الأول سنة إحدى وأربعين ومائتين، وله سبع وسبعون سنة وأيام.

وعن الفضل بن زياد: توفى أبو عبد الله يوم الجمعة صحوة لثنتى عشرة خلت من ربيع الأول: وقال عبد الله بن أحمد: توفى أبى يوم الجمعة صحوة، ودفناه بعد العصر، وصلى عليه محمد بن عبد الله بن طاهر علينا على الصلاة عليه، وقد كنا صلينا عليه نحن والهاشميون دارخل الدار، وكان له ثمان وسبعون سنة. وقال أبو أمية محمد بن إبراهيم الطرسوسى: مات سنة اثنتين وأربعين ومائتين، ولم يتابعه أحد على قوله: سنة اثنتين، ولما فرغت من الصلاة عليه، قال محمد بن عبد الله بن طاهر: انظروا كم صلى عليه؟ قال: فنظروا فكانوا ثمانمائة ألف رجل وستين ألف امرأة، ونظروا من صلى فى

<<  <  ج: ص:  >  >>