فقال عبد الله بن مصعب لشريك: ما حكمت على وكيلى بالحق، قال: من أنت؟ قال: من لا تنكر، قال: فقد نكرتك أشد الإنكار، قال: أنا عبد الله بن مصعب، قال: لا كبير ولا طيب، قال: وكيف تقول هذا وأنت تبغض الشيخين؟ قال: ومن الشيخين؟ قال: أبو بكر وعمر، قال: والله ما أبغض أباك وهو دونهما، فكيف أبغضهما؟. وقال له يومًا الربيع بين يدى المهدى: بلغنى أنك خنت أمير المؤمنين، فقال شريك: لو فعلت لأتاك نصيبك.
وقال يزيد بن الهيثم: سمعت يحيى بن معين يقول: شريك ثقة. قال أبو يعلى الموصلى: قلت ليحيى بن معين: أيما أحب إليك، شريك أو أبو الأحوص؟ فقال: شريك أحب إلىَّ. ثم قال: شريك ثقة، إلا أنه لا يقضى، ويغلط، ويذهب بنفسه على سفيان وشعبة. وقال معاوية بن صالح، عن يحيى بن معين: شريك صدوق ثقة، إلا أنه إذا خالف فغيره أحب إلينا منه. وقال عبد الجبار بن محمد الخطابى: قلت ليحيى بن سعيد: زعموا أن شريكًا إنما خلط بأخرة، قال: ما زال مخلطًا. وقال العجلى: كوفى ثقة، وكان حسن الحديث، وكان أروى الناس عن إسحاق بن يوسف الأزرق الواسطى، سمع منه تسعة آلاف حديث. وعن عيسى بن يونس: ما رأيت أحدًا قط أورع فى علمه من شريك. وقال على بن المدينى: شريك أعلم من إسرائيل، وإسرائيل أقل خطأ منه.
وقال يعقوب بن شيبة: صدوق، ثقة، سيىء الحفظ جدًا. وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجانى: شريك سيىء الحفظ، مضطرب الحديث، مائل. وقال عبد الرحمن بن أبى حاتم: سألت أبى عن شريك وأبى الأحوص: أيهما أحب إليك؟ قال: شريك أحب إلىَّ، شريك صدوق، وهو أحب إلىَّ من أبى الأحوص، وقد كان له أغاليط. وقال النسائى: ليس به بأس. وقال أحمد بن حنبل: ولد سنة خمس وتسعين، ومات سنة سبع وسبعين ومائة. وفى الميزان، قال: شريك بن عبد الله النخعى، أبو عبد الله الكوفى القاضى الحافظ الصادق، أحد الأئمة، روى عن على بن الأقمر، وزياد بن علاقة، وعدة من التابعين. وقال عبد الرحمن بن شريك: كان عند أبى عشرة آلاف مسألة عن جابر الجعفى، وعشرة آلاف غرائب.
وقال سعدوية: سمعت عبد الله بن المبارك يقول: شريك أعلم بحديث الكوفيين من سفيان. وقال إبراهيم بن أعين: قلت لشريك: أرأيت من قال: لا أفضل أحدًا؟ قال: هذا أحمق، قد فضل أبو بكر وعمر، رضى الله عنهما. وعن شريك: لا يفضل عليًا على أبى بكر إلا من كان مفتضحًا. وروى أبو داود أنه سمع شريكًا يقول: على خير البشر