٢١٨ - بشر بن الوليد الكندى الفقيه: وفى الميزان: سمع عبد الرحمن بن الغسيل، ومالك بن أنس، وتفقه بأبى يوسف. روى عنه البغوى، وأبو يعلى، وحامد بن شعيب، ولى قضاء مدينة المنصور إلى سنة ثلاث عشرة ومائتين، وكان واسع الفقه متعبدًا ورده فى اليوم والليلة مائتا ركعة، كان يلزمها بعدما فلج وشاخ، وقد سعى به رجل إلى الدولة أنه لا يقول: القرآن مخلوق، فأمر به المعتصم أن يحبس فى منزله، فلما ولى المتوكل أطلقه، ثم إنه شاخ واستولى عليه الهرم، وفى آخر أمره يقال: إنه وقف فى القرآن فأمسك أصحاب الحديث عنه وتركوه لذلك.
وقال صالح بن محمد خرزة: هو صدوق، ولكنه لا يعقل كان قد حرف. وقال السليمانى: منكر الحديث. وقال الآجرى: سألت أبا داود: بشر بن الوليد ثقة؟ قال: لا. وروى السُليمى عن الدارقطنى: ثقة. مات بشر سنة سبع وثلاثين ومائتين. قلت: قد ذكره أصحابنا من جملة الأئمة الحنفية، وهو بشر بن الوليد بن خالد بن الوليد الكندى القاضى أحد أعلام المسلمين وأحد المشاهير، وهو أحد أصحاب أبى يوسف خاصة وعنه أخذ الفقه، وكان شيخًا منحرفًا عن محمد بن الحسن، وكان الحسن بن مالك ينهاه عن ذلك ويقول: قد عمل محمد هذه الكتب، فاعمل أنت مسألة واحدة. وكان جميل المذهب حَسَنَ الطريقة، صالحًا، عابدًا، دينًا، واسع الفقه، خشنًا فى باب الحكم، حمل الناس عنه من الفقه والنوادر والمسائل ما لا يُحصى، وكان مقدمًا عند أبى يوسف، وروى عنه كتبه وأماليه.
وقال بشر: كنا نكون عند ابن عيينة، فإذا وردت علينا مسألة مشكلة، نقول: هاهنا أحد من أصحاب أبى حنيفة، فيقال: بشر، فيقول: أجب فيها؟ فأجيب، فيقول: التسليم للفقهاء سلامة فى الدين. ومات وقد بلغ سبعًا وتسعين سنة، ودفن بمقار باب الشام،
٢١٨ - فى المختصر: بشر بن الوليد: عن الإمام أبو يوسف القاضى، وعنه ابن أبى عمران، ذكره الحافظ ابن حجر فى اللسان، فقال: بشر بن الوليد الكندى الفقيه، سمع عبد الرحمن بن الغسيل مالك بن أنس، وتفقه بابى يوسف، روى عنه البغوى، وأبو الوليد، وحامد بن شعيب، ولى قضاء المدينة المنورة إلى سنة ٢١٣هـ، وكان واسع الفقه، متعبدًا، ورده فى اليوم والليلة مائتا ركعة، وكان يلزمها بعدما فلج وشاخ، وقد سعى به رجل الدولة أنه لا يقول القرآن مخلوق، فأمر به المعتصم أن يحبس فى منزله، فلما ولى المتوكل أطلقه، ثم إنه شاخ واستولى عليه الهرم، وفى آخر أمره يقال: إنه وقف فى القرآن، فأمسك أصحاب الحديث وتركوه لذلك. قال صالح بن محمد جزرة: وهو صدوق، لكنه لا يعقل، قد كان خرف. وقال السليمانى: منكر الحديث. وقال الآجرى: سألت أبا داود: أبشر بن الوليد ثقة؟ قال: لا. وروى السلمى، عن الدارقطنى: ثقة. وذكره ابن أبى حاتم، فلم يذكر فيه جرحًا. وقال مسلمة: ثقة، وكان ممن امتحن، وكان أحمد يثنى عليه. وقال البرقانى: ليس هو من شرط الصحيح. ا. هـ. مختصرًا.