للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يعرضوا لمن أمَّ البيت الحرام من المشركين.

واختلف في سبب نزولها.

فقيل: نزلت في الحطم البكري. قال ابن جريج: قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني داعية قومي وسيدهم فاعرض عليَّ أمرك، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -:

"أدعوك إلى الله أن تعبده، ولا تشرك به شيئاً، وأن تقيم الصلاة، وتؤتي

الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت.

فقال الحطم: في أمرك غلظة.

أرجع إلى قومي، فأذكر لهم ما ذكرت، فإن أقبلوا، أقبلت معهم، وإن أدبروا كنت معهم، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -:

"لقد دخل بوجه كافر، وخرج بعقبى غادر، وما الرجل بمسلم".

فمرَّ على سرح للمسلمين، فانطلق به، وطلب، فلم

يدرك، ثم إنه خرج إلى الحج بتجارة عظيمة، فأراد أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يعرضوا له، ويأخذوا ما معه، فأنزل الله عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ. . .) الآية.

ولَما استاق السَّرْح؟ قال:

قد لفها اللْيلُ بِسَواقٍ حُطَمْ

ليس بِراعِي إِبِل وَلا غَنَمْ

ولا بجزَّارٍ على ظَهْرِ وَضَمِْ

باتوا نياماً وابنُ هنْدٍ لم يَنمْ

باتَ يُقَاسِيْها غلامٌ كالزُّلَم

خَدَلجُ الساقَيْنِ خَفَّاقُ القَدَمْ

<<  <   >  >>