ثم كان بعده شيبة على مثل منهاجه، ومذهبه، ثم ثالثهما نافع بن
أبي نعيم، وإليه صارت قراءة أهل المدينة، وبها تمسكوا إلى اليوم.
فهؤلاء قراء أهل الحجاز في دهرهم.
وكان من قراء مكة: عبد الله بن كثير وحميد بن قيس الذي
يقال له الأعرج، ومحمد بن محيصن.
فكان أقدم هؤلاء الثلاثة ابن كثير، وإليه صارت قراءة أهل مكة، وأكثرهم به اقتدوا فيها، وكان حميد بن قيس قرأ على مجاهد قراءته، فكان يتبعها لا يكاد يعدوها إلى غيرها، وكان ابن محيصن أعلمهم بالعربية، وأقواهم عليها، فهؤلاء قراء أهل مكة في زمانهم.