للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بغير أثر، ولا يصح أن يكون مثل هذا مأثوراً، لأن الله عزَّ وجلَّ أنزل

القرآن شفاءً لَأدْواءِ القلوب، والأجسام، فكيف يكون سبباً للأمراض.

والأسقام؟

وقد قرأت على سيد العلماء أبي القاسم، رحمه الله، وعلى غيره.

فلم أر أحداً منهم يأمر بذلك، ولا يعرفه.

ومما ابتدع الناس في قراءة القرآن أصوات الغناء، وهي التي

أخبر بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنها ستكون بعده.

ويقال: إن أول ما غُنَي به من القرآن قوله عزَّ وجلَّ (أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ) .

نقلوا ذلك من تغنيهم بقول الشاعر:

أمَّا القطاة فإني سوف أنعتها نعتاً. . . يوافق عندي بعض ما فيها

وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هؤلاء:

"مفتونة قلوبهم وقلوب من يعجبهم شأنهم".

وابتدعوا أيضاً شيئاً سمّوه الترعيد، وهو أن يرعد صوته كالذي يرعد

من برد وألم، وقد يخلطه بشيء من ألحان الغناء.

وآخرسمّوه الترقيص، وهو أن يروم السكوت على الساكن، ثم ينفر مع الحركة كأنه في عَدْو، وهرولة.

وآخر يسمى التطريب، وهو أن يترنم بالقرآن

<<  <   >  >>