بمعنى حقاً، فقد أجازه أهل العلم من أهل التفسير وردّه قوم، وقالوا:
ل وكانت بمعنى حقاً لفتحت "أنَّ" بعدها؛ لأنها تفتح بعد (حقاًً) وبعد ما
هو بمعناها كما قال:
احقاً أن جِيْرَتَنَا اسْتَقَلوْا. . . فَنيتُنَا ونيَّتُهُمْ فَرِيْقُ
وقال سيبويه: إذا قلت: "أما إنّك منطلق " إن جعلت "أما" بمعنى
"حقاً" فتحت أنّ، وإن جعلتها بمعنى "ألا" كسرت.
قلت: وكذلك الكلام في الثاني من الشعراء، وفي موضعي المعارج، والأولان في المدثر، والأول في عبس، والأول والثالث والرابع في المطففين، وفي موضع العلق؛ لأنّ " إن " مكسورة بعد "كلا" في جميع هذه المواضع.
وقد يبتدأ ب "كلَّا" بمعنى "ألا" في هذه المواضع كلّها.
وأما قوله عز وجل في سورة الشعراء:(قَالَ كلَّا) فالوقف
على (كلَّا) على مذهب سيبويه، والخليل ظاهر قوي، وعلى ذلك
جماعة من القراء منهم: نافع، ونصير أي ليس الأمر كذلك، لا يصلون
إلى قتلك، فهو ردّ لقول موسى عليه السلام:(فأخَافُ أنْ يَقْتُلُونِ)
ولا يبتدأ " ب (كلَّا) في هذا الموضع؛ لأنها محكية في قول
سابق من الله عز وجل لموسى، ولكن يجوز أن يقف على (يَقْتُلُونِ)