حقاً توكيد، والتوكيد إنَّما يقع بعد تمام الكلام.
وقال أبو حاتم: هي بمعنى (ألا) لاستفتاح الكلام، وقال فيها
أيضاً: إنها تكون للرد، وهو قريب مما قال الخليل، وسيبويه.
وقال الفراء فيما حكى عنه ابن الأنباري: إنها حرف رد، فكأنها نعم ولا في
الاكتفاء، قال: وإن جعلتها صلة لما بعدها لم تقف عليها كقولك:
كلا ورب الكعبة، لا تقف على (كلَّا) ، لأنها بمنزلة قولك: إيْ وربِّ
الكعبة، قال الله عز وجل: (كلَّا والقَمَرِ) فمن قال: إنها بمعنى حقاً
جعلها تأكيداً لما بعدها، وابتدأ بها في جميع المواضع من قال إنها
بمعنى حقاً أو بمعنى (ألا) .
ومن قال إنّها رد لما تقدم وقف عليها.
وقد تظهر كل هذه الأقوال في موضع، وتضعف في موضع.
فأمَّا قول الخليل، وسيبويه، ومن معهما، فإنه يظهر في مريم أي
لم يتخذ عند الرحمن عهداً، ولا تكون الآلهة لهم عزاً، فالوقف عليها
في ذلك هو اختيار القراء والعلماء، وقد يبتدأ بها على قول من قال: إنها
بمعنى حقاً، أو بمعنى (ألا) ، وكذلك في سورة المؤمنين أكثر العلماء
على الوقف على (كلَّا) والابتداء بقوله: (إنَّهَا كَلِمَة) ، ويجوز
الابتداء ب (كلَّا) في قول من قال: إنها بمعنى (ألا)
وأمّا من قال: إنها