كل حرف السكون ثم كسرت تشبهاً بكسرة الساكن إذا لقي ساكناً
كقولك: اضربِ الرجل، وقامتِ الجارية.
وقال الأنباري: هذا غلط؛ لأنّها إذا كانت ساكنة لا حركة لها فمحال أن يدخلوها للابتداء؛ لأنّ العرب لا تبتدئ بساكن، فلا يجوز أن يدخلوا حرفاً ينوى به السكون، والجواب عن هذا، أنّهم اجتلبوه ساكناً على ما عليه الحروف في أصلها، ولم ينووا به السكون لحصول العلم بأنّه لا بد أن يتحرك في هذا الموضع.
قال البصريون: وكان القياس في الموضع الذي ضمت فيه الكسر
أيضاً، ولكنّهم عدلوا عن ذلك لما ذكرناه من الاستثقال، ولأنّهم لو فعلوا
ذلك لنطقوا بما اجتنبوه في أبنية الأسماء، فضموا؛ لأن قولهم:
"ادخُل" نظير ابْلُمْ. وقالوا: اِضرب، ونظيره في الأسماء إذخِر.
وقالوا: اِعْلَم، ونظيره فيها إصبَع، وقوله عزّ وجل (واؤمُرْ بالعرف)
(واؤْمُر قومك)(واؤْمُر أهلك) فلو لم يدخل حرف العطف
لقلت: اؤْمر فتبدل الهمزة الثانية واواً لانضمام همزة الوصل قبلها.
وإنما انضمت لضم ثالث الفعل الضم اللازم وجاء هذا الفعل في الأمر بالهمزة