ومثله أكل، وأخذ، حذف ألف الوصل من هذه الثلاثة تخفيفاً لكثرة
الاستعمال، والقياس إثباتها، وأن يقال: اُاكل، اُاخذ، اُامر ثم اوْكل.
اوْخذ، اوْمر، إلاَّ أنّهم عدلوا إلى ما هو أخف من هذا فأسقطوا الهمزة
الثانية استثقالًا لها مع الألى، ثم أسقطوا الأولى وهي همزة الوصل
استغناء عنها لمّا تحرك ما بعدها فقالوا: كُلْ، خُذْ، مُرْ.
قال الله عزّ وجلّ: (خُذُوا حِذْرَكُمْ) و (خُذْ مِنْ أمْوَالِهِمْ) .
وقال عزّ وجلّ: (كُلُوا واشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أسْلَفْتُمْ) .
وأمَّا سوى هذه الثلاثة من هذا القبيل فالأمر فيه بهمزة
الوصل، وقلب فاء الفعل، وهي الهمزة الثانية واواً كما سبق.
على أن سيبويه حكى عن بعض العرب اؤكُل، فإذا وقع حرف العطف قبل
الأفعال الثلاثة المذكورة فَلَكَ إبقاء الهمزة نحو: وَأكل كما قال الله عز
وجل (وامرْ بُالْعُرْفِ) ، لأنّ حرف العطف أغنى عن
همزة الوصل فلم يجتمع همزتان، ولك حذفها كما قال الله عزّ وجلّ:
(وخذْ بِيَدِكَ) .
فإن قيل: فما لهم لم يقرؤوا: (امْشوا) (ابْنوا لَهُ بُنْيَاناً)
(اقْضوا إليَّ) بالضم معِ أن ثالث الفعل مضموم في ذلك؟
قيل: الثالث الذي تراه مضموماً إنما هو مكسور في الأصل؛ لأنّ الأصل