والآية توضح هذه الحقيقة التي يجب أن تُعرف معرفة مَن رأى وشاهد؛ لقوله تعالى:{أَلَمْ تَرَ} .. هذه الحقيقة تبين ما يلي:
١- كل من في السماوات ومن في الأرض وما بينهما، صغيرا أو كبيرا -خاضع ومستسلم لله تعالى.
٢- المخلوقات الكبرى المنتظمة في عملها كالشمس، والقمر، والنجوم، والجبال، والشجر، والدواب -خاضعة خاشعة لله رب العالمين.
٣- انقسم الناس إلى قسمين: قسم خشع وخضع لله، وهو القسم الفائز الناجي.
أما القسم الثاني فهو قسم متمرد ضال؛ ولذلك حق عليه العذاب، ووجبت له اللعنة، ولحقه الهوان؛ لأنه مطرود من رحمة الله تعالى.
إن هذه الحقيقة بعناصرها المذكورة تؤكد حاجة الكون إلى التوازن بعودة الإنسان إليه، وائتلافه معه في حركته ونشاطه.
ألا يحق لهذا الكون أن يسعد يوم ميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي سيبعث لإعادة التوازن بين سائر عناصره، وليضع الإنسان في إطار الطاعة لله رب العالمين؟
يقول الشيخ/ محمد متولي الشعراوي:"تقرأ في كتب السيرة أنه حدث في يوم مولده صلى الله عليه وسلم: أن انشق إيوان كسرى، وغاضت بحيرة ساوة، وخمدت نيران فارس ... إلى آخره"، وهذه هي المعروفة بإرهاصات النبوة.
نجد بعض الناس يرددها بأسلوب التأدب مع سيرته صلى الله عليه وسلم؛ ولكنه لا يتعرض لها بالنفي أو التأييد، وإن كان يقترب من الرفض، وربما ذهب بعض الناس الذين