للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ورُوي عن أبي الحويرث قال: "سمعت عبد الملك بن مروان يقول لقباث بن أشيم الكناني ثم الليثي: يا قباث، أنت أكبر أم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال قباث: رسول الله أكبر مني، وأنا أسن منه، ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل، ووقفت بي أمي على روث الفيل أخضر محيلا أعقله"١.

يقول ابن عباس رضي الله عنه: "ولد نبيكم يوم الاثنين"٢.

وجمهور المؤرخين وعلماء السيرة يجمعون على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولد يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول عام الفيل، حين طلع الفجر٣.

وقد مات أبوه عبد الله وهو حمل في بطن أمه، وكانت وفاته بالمدينة عند أخواله من بني النجار حيث دفن بدار عدي النابغة، يقول ابن كثير: "خرج عبد الله بن عبد المطلب إلى الشام، إلى غزة، في عير من عيران قريش، يحملون تجاراتهم، فلما فرغوا من تجارتهم مروا بالمدينة، وعبد الله يومئذ مريض، فقال: أتخلف عند أخوالي بني عدي بن النجار، فأقام عندهم مريضا شهرا، ومضى أصحابه فقدموا مكة، فسألهم عبد المطلب عن ابنه عبد الله، فقالوا: خلفناه عن أخواله في المدينة وهو مريض، فبعث إليه عبد المطلب أكبر ولده الحارث، فوجده قد تُوفي، ودفن في دار النابغة فرجع إلى أبيه، وأخبره"٤، وكان وقع خبر وفاته على أبيه وإخوته مؤلما.

وكان عُمْر عبد الله يوم وفاته خمسا وعشرين سنة على الصحيح٥.


١ البداية والنهاية ج٢ ص٢٦٢.
٢ الفتح الرباني ج٢٠ ص١٨٩.
٣ السيرة النبوية لابن كثير ج١ ص١٩٩، وهناك أقوال ضعيفة تشير إلى غير هذا التاريخ، لكنها مغايرة لرأي جمهور العلماء ومؤلفي التاريخ والسيرة.
٤ طبقات ابن سعد ج١ ص٦١، وهذا رأي الجمهور.
٥ المرجع السابق ج١ ص٦١.

<<  <   >  >>