- هل الإنسان يعلم ظواهر الأشياء وبواطنها، أم ماذا؟
إن النظر في هذه القضايا تدفع الإنسان إلى التسليم بقدرة الله تعالى، وحين نقارن محمدا صلى الله عليه وسلم بسائر الناس مع إدراك يتمه وفقره، نتأكد أنه صناعة قدرية ربانية، والعلم بهذه الحقيقة يشير إلى بعض أسرار يتم محمد صلى الله عليه وسلم..
إن الحكمة الإلهية التي أحاطت بمحمد صلى الله عليه وسلم أحاطت بكافة جوانب مولده صلى الله عليه وسلم.
فبالنسبة للأشخاص الذين أحاطوا به، وجريا على أن للإنسان من اسمه نصيبا، نرى أنهم مثلوا مع محمد عدة معانٍ نبيلة، فمن أمه آمنة كان الأمن والهدوء، ومن قبيلته الشفاء كانت العافية والصحة، ومن حاضنته أم أيمن كان اليُمْن والبركة، ومن مرضعته حليمة السعدية الحِلْم والسعد، ومن جده العبودية، ومن عمه التوجه إلى القادر والطلب منه، وكأن الله تعالى أوجد في حياة محمد صلى الله عليه وسلم هذه المسميات لتتحول في حياته إلى خُلُق وسلوك.
وبالنسبة لتسميته فلقد ألهم الله جده عبد المطلب حين أخبرته السيدة آمنة بوضع حملها أن يسميه محمدا.
يقول السهيلي: "سئل عبد المطلب: ما سميت ابنك؟
فقال: محمدا.
فقيل له: كيف سميته باسم ليس لأحد من آبائك وقومك.
فقال: إني لأرجو أن يحمده أهل الأرض كلهم.
وكان ذلك لرؤيا كان رآها في منامه، كأن سلسلة من فضة، خرجت من ظهره، لها طرف في السماء، وطرف في الأرض، وطرف في المشرق، وطرف في المغرب، ثم عادت كأنها شجرة، على كل ورقة منها نور، وإذا أهل المشرق والمغرب، كأنهم يتعلقون بها، فقصها، فعبرت له بمولود يكون من صلبه يتبعه أهل المشرق والمغرب، ويحمده أهل السماء والأرض؛ فلذلك سماه: محمدا.
وذكروا أن أمه حدثته بأنه قد قيل لها: إنك حملت بسيد هذه الأمة، فإذا