للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وليس من اللائق أن يبقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الكتب حبيسا، أو في ثنايا الألسنة ذكرا وفقط، وإنما الواجب أن يصير عملا وسلوكا وقدوة؛ لتحيا الأمة مرة أخرى، ويعيش الإسلام حاضره العظيم.

لقد عاش أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتمثلوها في نومهم، ويقظتهم، وحركتهم، وسكونهم.. وهو الأمل الذي أرجوه لنفسي وللمسلمين أجمعين؛ ولذلك جعلت دراستي للسيرة والدعوة في إطار واحد.

وبذلك أكون قد سلكت منهجا وسطا، لا إفراط فيه ولا تفريط؛ لتتحقق الفائدة، ويبدو الإسلام بواقعيته وشموخه.

وبهذه الوسطية المنهجية أشعر أني من الحق والصواب، أورده بدليله الصحيح بعيدا عن الشطط الذي لا أرتضيه، سواء كان مدحا أو ذما.. وبذلك ألتزم مع السيرة والدعوة بالصدق والأمانة، واضعا أمام عيني قول النبي صلى الله عليه وسلم: "مَن كذب عليَّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار" ١.

أسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقني في مقصدي، ويبارك لي فيه، ويجعله ذخرا لي في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

ربنا عليك توكلنا، وإليك أنبنا، وإليك المصير.

أ. د/ أحمد أحمد غلوش

مدينة نصر ١١/ ٣/ ١٤٢٤هـ

١٢/ ٥/ ٢٠٠٣م


١ صحيح البخاري بشرح فتح الباري - كتاب العلم - باب إثم مَن كذب على النبي صلى الله عليه وسلم ج١ ص٢٠٢.

<<  <   >  >>